الفشار والشيبس رفيق السهرات العائلية

كتبت هذا المقال استشارية التغذية الطبية والعلاجية في مركز استشارات التغذية في مركز الخالدي الطبي  لورا فرح وهاب

الفشار" حبوب الذرة المحمصة" "popcorn"هو منتج من الحبوب الكاملة غالباً ما يكون رفيق السهرات وخاصة أثناء مشاهدة الأفلام في التلفزيون أو في السينما، إن الهنود الحمر هم أول من اكتشف الفشار وهو ذا قيمة غذائية عالية فهو يحتوي على بروتين –كربوهيدرات – دهون – الياف – وأيضاً يحتوي على نسبة جيدة من الفيتامينات والعناصر المعدنية وخاصةفيتامين أ وب وك إضافة إلى الكالسيوم – الفسفور والحديد 

وكل 100 غرام من الفشار يحتوي على 342 سعراً حرارياً والكوب الواحد من الفشار يحتوي على تركيب غذائي يجمع بين البروتينوالكربوهيدرات والفشار الطبيعي خال من السكريات الحلوة السهلة الإمتصاص والتي ترفع من نسبة سكر الدم بسرعة لذلك يعتبر وجبة خفيفه غير مضرة لمرضى السكري والفشار الخالي من الإضافات لا يحتوي على الصوديوم وملح الطعام وهو وجبة خالية من الدهون المشبعة متى ما تم اعداده بطريقة صحية لذلك يعتبر أيضاً وجبة غير مضرة لمرضى القلب.

للفشار فوائد عديدة أهمها:

تناول الفشار يجلب الإحساس بالسعادة والبهجة دون أي آثار جانبية كون الفشار يحفز خلايا المخ على انتاج مادة السيروتونين المسؤولة عن حفظ التوازن العضوي والنفسي للإنسان والتي تُعد من أهم الموصلات العصبية اللازمه لتنبيه خلايا المخ وزيادة اليقظة دون حدوث أي ارتفاع في ضغط الدم أو زيادة دقات القلب.

للفشار تأثير كبير على صحة الجهاز العصبي كونه يحتوي على فيتامينات ب الذي يقاوم التهابات الأعصاب، يحتوي على نسبة جيدة من الألياف والملينات الجيدة على صحة الجهاز الهضمي والتي تقاوم الإمساك.
يحتوي الفشار على نسبة جيدة من مضادات الأكسدة وخاصة مادة الفينول التي تلعب دوراً كبيراً على مكافحة الإصابه بالأورام السرطانية وأمراض القلب وزيادة تدفق الدم في شرايين الجسم.
تناول الفشار كوجبات خفيفة يقلل من استهلاك الجسم للحوم الغنية بالدهون وبالتالي تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكري، وهو أيضاً لا يحتوي على سعرات حرارية عالية وبالتالي يمكن تناوله أثناء اتباع الريجيم وحميات تخفيف الوزن.
يعتبر الفشار من المأكولات التي تحسس بالشبع فهو من الأطعمة التي لها شكل غير منتظم لتملأ البطن وتخدع المخ لأنه لن يحس بالجوع بينما يحس المخ أنه تناول وجبة كبيرة وكافيةمن الطعام.
يحتوي الفشار على كمية من البروتين والأحماض الأمينية اللازمة لتجديد الخلايا الداخلية لجسم الإنسان وخاصة خلايا المخ.
الفشار يساعد على زيادة اليقظة دون أي أثار سلبيه كباقي المنبهات بل وأنه يتفوق على القهوة في تنبيه المخ.

أما بالنسبة للشيبس بمختلف أنواعه وأشكاله يعتبر ضار وغير مفيد للصحة وله عواقب وخيمة على المدى الطويل فهي من جانب تحتوي على كميات من النشا كالموجود في شيبس البطاطا مثلاً ومن جانب أخر وهو الجانب الأخطر هو الزيوت التي تستخدم في القلي في درجات حرارة عالية فهي تحتوي على كميات كبيرة من الدهون المشبعة والتي تترسب في الأوعية الدمويةوتتسبب في أمراض تصلب الشرايين وأمراض القلب بالإضافة إلى كميات الملح والمواد الحافظة الموجودة في أكياس الشيبس التي لها تأثير سلبي كبير على الصحة العامة ويعتقد بعض الأهالي أنهم بإحضار أكياس الشيبس يكافئون أولادهم على تصرف معين أو يمكن أن يشعروهم بالسعادة عندما يتناولن هذه الأطعمة لكن بالحقيقة أنهم بذلك يقدمون لهم أكثر المسببات قوة للمرض وضعف الصحة واستطاعت بعض الإحصائيات في بريطانيا أن تؤكد بأن أكثر من نصف الأطفال البريطانيين اعتادوا على تناول كيس من الشيبس كل يوم كما أن واحد بين كل خمسة أطفال يتناولون كيسين أو أكثر كل يوم وهو ما يقدر بأنه يعادل تجرع تسعة لترات من الزيت كل عام، لأن رقائق شيبس البطاطا مثلاً تحتاج لتأخذ الشكل والطعم المطلوب أن تحتوي على كميات كبيرة من الزيوت التي غالباً ما تتحول إلى دهون مشبعة ضمن درجة حرارة القلي العالية، إن أحدث ملصق للتوعية عن أضرار الشيبس أعدته جمعية القلب البريطانية حيث يحمل الملصق صورة طفلة لا تتجاوز العاشرة من عمرها وهي تتجرع زجاجة كاملة من زيت الطهي الذي يتساقط على ملابسها وعلى الملصق عبارة تقول "ما يدخل في صنع رقائق الشيبس يدخل إلى جوفك مباشرة" وهذه الدراسة التي أعدتها جمعية القلب البريطانية سببت الصدمة للملايين ولكنها بالنهاية كانت تهدف إلى التوعية بمخاطر التناول المكثف للشيبس وحقيقة المواد الموجودة فيه مثل الملح والدهون والسكريات للوصول إلى توعية شاملة للأطفال والأباء من أجل تحديد الإختيار السليم والصحي لما يقدمون على تناولة.