الكثيرون ينظرون إلى موسيقى "الفوندو" التقليدية الشهيرة لسكان منطقة صحراء الساورة الجزائرية منذ سبعينيات القرن الماضي، على أنّها "روح المواطن الجنوبي"، تعكس آماله وآلامه ورؤاه في الحياة، ويُعد الفنان الجزائري الشهير "عبد العزيز عبد الله" وشهرته (علا الفوندو) هو مَن ابتكر هذا النوع الموسيقي وسماه "الفوندو" بمعنى العمق، وتعتمد هذه الموسيقى على آلة "العود" كآلة وترية، يعتبرها السكان المحليون "ملكة الآلات الموسيقية"، ويوظفونها في ترسيخ طقوس وثقافة "الفوندو".
يقول دارسون أنّ موسيقى "الفوندو" تجمع بين سائر التيارات الموسيقية في جنوب الجزائر، خاصة في منطقة "الساورة" التي امتزج فيها عدد كبير من الأعراق (بربر، زنوج، عرب)، ويتباهى عمداء موسيقى "الفوندو" بكون الفوندو تستوعب أنواعاً موسيقية عديدة من الموسيقى الأفريقية حتى الموسيقى العربية إلى موسيقى الجاز، كما تمتاز موسيقى الفوندو بمزجها بين الموسيقات العالمية في قالب حر يقيده الإيقاع.
تشهد موسيقى "الفوندو" التي تنفرد بطابعها الصوفي، إقبالاً واسعاً من الشباب الجزائري في جنوب الجزائر، كما هاجرت موسيقى الفوندو إلى فرنسا في التسعينات من القرن الماضي، مما ساعد على انتشارها دولياً، وقوبلت في العديد من العواصم الأوروبية بكل حفاوة، ووُصفت بالموسيقى "الجديدة والعجيبة".
تأخذ هذه الموسيقى شكلاً يُطلق عليه محلياً "القعدات الفنية"، حيث يعزف عشرات الموسيقيين على العود، مستعينين ببعض المنشدين الذين يرددون طقطوقات مستوحاة من التراث الشعبي المحلي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق